تقنية

آبل تسعى لإطلاق ثورة في عالم الروبوتات

تسعى شركة آبل، التي تبحث عن منتجها الكبير التالي بعد نجاحها البارز في إطلاق جهاز الآيفون، لإطلاق سلسلة من المنتجات القائمة على تكنولوجيا الروبوتات، وفقاً لما ذكره الكاتب في بلومبرغ، مارك غورمان، يوم الأحد.

ما الذي حدث؟

قد لا يكون مشروع السيارة ذاتية القيادة من آبل فشلاً تاماً، حيث يمكن استخدام التكنولوجيا الكامنة وراء مفهوم “الروبوت العملاق المتحرك” الذي كانت تجسده السيارة في مجالات أخرى، كما أوضح غورمان في نشرته الأسبوعية “باور أون”. وبعد حرق ميزانية قدرها مليار دولار سنوياً على مدار عقد من الزمن، قامت آبل بتأجيل مشروع سيارة آبل لتوجيه اهتمامها نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وأضاف غورمان أن الشركة بدأت في التفكير بمنتجات أخرى يمكن أن تتحرك باستخدام الروبوتات، مشيراً إلى أن المشروع لا يزال في مراحله الأولية لتحديد كيفية الاستفادة القصوى من هذه التكنولوجيا.

المنتجات المتوقعة

في المستقبل القريب، تخطط آبل لإطلاق جهاز على شكل طاولة يحمل اسم الكود J595، من المتوقع أن يحتوي على شاشة كبيرة تشبه الآيباد مزودة بكاميرات وقاعدة مزودة بمحرك روبوتي، كما كتب غورمان. ويتوقع أن يتم إطلاق هذا المنتج في عام 2026 أو 2027.

من المرجح أن يتبع ذلك تطوير روبوتات متنقلة وربما حتى نماذج شبيهة بالبشر خلال العقد القادم. وتجدر الإشارة إلى أن شركة تيسلا التي يقودها إيلون ماسك تطور حالياً روبوتًا شبيهاً بالبشر يحمل اسم “أوبتيموس”.

أشار غورمان إلى أن كيفن لينش، الذي كان يقود فريق تطوير السيارة وأيضاً برامج الساعات الذكية، هو من يتولى الآن قيادة مشروع الروبوت، ويعمل مع رئيس الذكاء الاصطناعي في آبل. وأوضح أن الشركة قامت بتوظيف أفضل الخبراء في مجال الروبوتات من مؤسسات مثل التخنيون في إسرائيل.

حالات الاستخدام المحتملة

مع تطور تكنولوجيا الروبوتات، تسعى آبل لحل سلسلة من المشكلات التي تواجه الدول المتقدمة، بحسب غورمان. بعض الحالات التي ذكرها المختص بآبل تشمل:

  • الوصول إلى الأجهزة التي تُركت في غرفة أخرى
  • التقاط الصور أو بدء جلسات مؤتمرات فيديو عندما لا يحمل المستخدم الجهاز أو لا يجلس أمامه مباشرة
  • تشغيل أو التحقق من شيء في المنزل أثناء التواجد خارج المنزل.

أضاف غورمان أن هناك احتمالاً بإضافة ذراع روبوتية إلى الآيباد، مما يجعله أكثر فائدة في المؤتمرات المرئية أو تصفح الوصفات على الإنترنت. كما لدى آبل خطط لتطوير آلات يمكنها القيام بأعمال منزلية مثل تحميل غسالة الملابس أو تنظيف الأطباق المتسخة، ولكن هذه الأفكار لا تزال في مراحل التخطيط الأولى ولم تتعدَ الرسومات على اللوح الأبيض.

الدعم التكنولوجي

توقع الكاتب أن يحصل المشروع على دفعة قوية من خلال التقدم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن خبرة آبل في أجهزة الاستشعار، والهندسة المتقدمة للمعالجات، وتصميم الأجهزة الصلبة والبطاريات، بالإضافة إلى قدرتها على رسم خرائط للأماكن المحيطة بالأجهزة، يمكن أن تكون مفيدة جداً في تطوير هذا المشروع.

الأهمية

بالنسبة لآبل، قد يكون هذا التوقيت مثالياً للعمل على تكنولوجيا الروبوتات، حيث يمكن توظيف مئات المهندسين الذين لديهم خبرة في تكنولوجيا القيادة الذاتية والنظم الروبوتية، الذين أصبحوا متاحين بعد إيقاف مشروع السيارة، لمواصلة هذا المشروع بقوة.

مع إطلاق جهاز روبوتي ناجح، يمكن أن تحقق آبل نجاحاً كبيراً في سوق المنازل الذكية، الذي تتخلف فيه حالياً خلف أمازون وجوجل التابعة لشركة ألفابت، بحسب غورمان. وأضاف: “قد يكون جهاز الطاولة هو ما يجعل أجهزة المنازل الذكية من آبل متميزة أخيراً”.

التحديات

أوضح غورمان أن الروبوتات حالياً مكلفة، وقد لا يكون معظم المستهلكين مستعدين بعد لتبني هذه الفكرة. كما يرى أن هناك حاجة لحل مشكلات تقنية مثل تطوير أجهزة صلبة يمكنها التحرك بنجاح عبر الأماكن المزدحمة والتنقل في المباني متعددة الطوابق.

قد تحتاج آبل أيضاً إلى المزيد من المواهب، بما في ذلك عدد أكبر من المهندسين، لكي يتحقق هذا المشروع.

لكن داخل الشركة، هناك شعور كبير بالإمكانيات الواعدة في هذا المجال. “إذا كانت الشركة تريد فعلاً إيجاد طريق جديد إلى حياة المستهلكين، فقد تكون الروبوتات هي الخيار الأكثر منطقية”، كما قال غورمان